الأرجنتين وميسي- حلم المونديال يقترب، بين الثأر والمجد

المؤلف: سلطان الشمري (الكويت) SULTANO_91@10.09.2025
الأرجنتين وميسي- حلم المونديال يقترب، بين الثأر والمجد

بدأت رحلة المنتخب الأرجنتيني في هذه البطولة العالمية مزيجًا من الطموح والتساؤلات، حيث انطلقت بداية متذبذبة بتلقيهم هزيمة غير متوقعة أمام المنتخب السعودي بنتيجة 1-2. وعلى الرغم من استعادة التوازن والتأهل إلى دور الـ16 عبر بوابة المكسيك وبولندا، إلا أن الأداء العام للفريق لم يكن مقنعًا بالقدر الكافي.

إلا أن الشرارة الحقيقية انطلقت في دور الـ16 في مواجهة أستراليا، إذ سطع نجم ليونيل ميسي وقدم أداءً استثنائيًا قاد به فريقه للفوز والتأهل بنتيجة 2-1. وقد وصف جوزيه مورينيو هذا الأداء بأنه الأداء الفردي الأروع في تاريخ البطولة.

وفي المباراة ضد هولندا، كانت الترشيحات متقاربة مع تفضيل طفيف للأرجنتين بفضل وجود ميسي. وقد قدم المنتخب الأرجنتيني أداءً مميزًا في الشوط الأول والنصف الأول من الشوط الثاني، وتقدم بنتيجة 2-0. ولكن المنتخب الهولندي استطاع العودة في الدقائق الأخيرة بتسجيل هدفي التعادل، ليتم اللجوء إلى الأشواط الإضافية ومن ثم ركلات الترجيح التي ابتسمت للأرجنتين بفضل تألق الحارس إيميليانو مارتينيز الذي تصدى ببراعة لركلتي ترجيحيتين.

في يوم الثلاثاء الموافق 13 ديسمبر، دخل المنتخب الأرجنتيني المباراة وعينه على هدفين أساسيين: الأول هو الوصول إلى المباراة النهائية والاقتراب من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره منذ قيادة الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا للفريق في مونديال 1986 في المكسيك، والهدف الثاني هو الثأر من المنتخب الكرواتي الذي تغلب على الأرجنتين في دور المجموعات في مونديال 2018 في روسيا بنتيجة قاسية 0-3.

في بداية المباراة، لم يقدم المنتخب الأرجنتيني أداءً قويًا، وتراجع إلى الخلف، مما سمح للمنتخب الكرواتي بالسيطرة على الكرة والضغط الهجومي. إلا أن الأرجنتين بذكاء كبير كانت تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على كرواتيا بهجمة مرتدة سريعة أو بتمريرة متقنة تخترق خط الدفاع. وقد حصلوا على ركلة جزاء مستحقة تقدم لها ميسي وسجل هدفه الخامس في البطولة ليعادل بذلك الهداف الفرنسي مبابي. وجاء الهدف الثاني بمجهود فردي رائع من اللاعب جوليان ألفاريز الذي سجل هدفه الشخصي الثاني والهدف الثالث لفريقه بعد مهارة فائقة من ميسي.

في نهاية المطاف، حقق المنتخب الأرجنتيني الانتصار المنشود وتقدم نحو الخطوة الأخيرة الحاسمة، وأصبح الحلم قاب قوسين أو أدنى. ميسي على وشك إسكات جميع الأصوات المشككة في قدرته على التألق في المناسبات الكبرى، وهو الآن ينتظر الفائز من مباراة المغرب وفرنسا التي ستقام يوم الأربعاء الموافق 14 ديسمبر.

يبقى التساؤل: هل سينعم ميسي بنوم هادئ من اليوم وحتى المباراة النهائية يوم الأحد الموافق 18 ديسمبر التي ستقام على أرضية ملعب لوسيل في تمام الساعة 18:00 بتوقيت مكة المكرمة؟

هل ستتحقق أحلامه المنتظرة؟ وهل ستكون هذه هي اللمسة الأخيرة التي ستقر مسيرة أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟ تساؤلات عديدة تتردد في الأذهان، والجميع متشوق لمعرفة الإجابات الشافية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة